Research

Posted 31 March, 2020 by Paola Verhaert

كيف صممنا عمليات البحث التشاركي لأنظمة الهوية الرقمية

English | Español | Français

في وقت سابق من هذا العام، نشرنا نتائج بحثنا حول التأثيرات الواقعية لانظمة الهوية الرقمية. أجرينا هذا البحث باستخدام نهج تشاركي يركز على خبرة الباحثين والمجتمعات والنشطاء الذين عملنا معهم. في مقال المدونة هذا، نلقي نظرة معمقة على شكل تصميم إطار العمل البحثي التشاركي وما تعلمناه من العملية.

ما سبب إجراء البحوث التشاركية؟

في كثير من الأحيان، صادفنا أمثلة عن أبحاث تنفذ عن بعد أو يقوم بها أشخاص يملكون القليل من الخبرة المحلية للحالة المدروسة. نعتقد أن هذا لا يأخذ بالحسبان تعقيدات الحالات المختلفة ويؤدي إلى نتيجة بحث منخفضة الجودة.

لتجنب هذه الأخطاء، قمنا ببناء عمليات بحث مفتوحة وشاملة، تم وصفها بمزيد من التفصيل في الأقسام التالية، في وقت مبكر من المشروع. من خلال هذه العمليات، قمنا بمشاركة إطار عمل عبر فريق الباحثين الذي وفر هيكيلية العمل مع ترك مساحة مساهمة للباحثين، وتكرار وتعديل العمليات أثناء تقدمنا في البحث. هدفنا من هذا، أن تساعدنا العمليات التشاركية في مواصلة بحثنا بطرق تتماشى مع قيمنا والفهم المشترك بأن العملية لا تقل أهمية عن النتيجة.

التركيز على المشاركة طوال البحث

نظراً لهدفنا المتمثل في إعطاء الأولوية للأبحاث التي تتم بقيادة محلية، بدأنا ببناء فريق من الباحثين داخل البلد للعمل مع فريقنا الداخلي. لم يجلب هؤلاء الباحثون (شريد بن شفيق، تشيناي شير، كيتيما ليروتاناويسوت، كوليوي ماجاما، تشوثاثيب مانيبونج، بريشوس أوغبوجي، بيرهان تاي) ثروة من الخبرة الموضعية فحسب، ولكنهم عاشوا الواقع كفريق. في بعض الحالات خضع الباحثون أو تعرضوا لأنظمة الهوية الرقمية ذاتها التي كانوا يدرسونها. بالنسبة لنا، يُغني عمل الباحثون داخل البلد أكثر من مجرد القدرة على قيادة البحث شخصياً. هم موجودون في وضع أفضل لتحديد كيفية إجراء البحث في ظروفه، وقادرون أكثر من الغرباء للحصول وتفسير المعلومات التي يجمعونها، وإبلاغهم بشكل أفضل عن السياقات الاجتماعية والسياسية والثقافية التي يعملون فيها.

شاركنا مع الفريق وبدعم من صوفيا سويثرن، المستشارة المستقلة لتصميم البحوث، في إنشاء إطر بحث مقبولة مكونة من مراجعة الوثائق ومقابلات المستطلعين الرئيسيين ومقابلات المناقشات الجماعية مع المجتمع المدني والأفراد المتأثرين من أنظمة الهوية الرقمية المختارة.

بدلاً من وصف طرق محددة ليتبعها الباحثون في إطار البحث هذا، حدد الفريق الخطوط الرئيسية للبحث والمبادئ المشتركة لإنشاء منهجياتهم. أردنا أن تكون طرق البحث:نوعية ومتعمقة: من خلال السعي إلى الاستماع العميق وفهم تجارب الأفراد المعرضين للآثار السلبية لأنواع الهوية الرقمية

تشاركية: باستخدام أدوات تشاركية مناسبة للسياق لتسهيل رواية الناس لقصصهم

تفاعلية: إيجاد طرق لإشراك منظمات المجتمع المدني في قضايا الهوية الرقمية من خلال إشراكها في عملية البحث

أخلاقية: اتخاذ نهج قوي للموافقة والخصوصية والأمن والتكيف مع حساسيات العمل مع الفئات المهمشة في البيئات الصعبة

من خلال المشاركة في تصميم إطار البحث، تمكنا من تحديد أهداف عملنا كمجموعة، مع ترك مساحة لكل باحث لإنشاء طريقته الخاصة للوصول لتلك الأهداف مع الاعتماد على أفضل المعطيات في سياقهم. بصفتنا المحرضين والمنسقين للعملية برمتها، بدءاً بإطار ومبادئ مشتركة، يعني أيضاً أننا أكثر قدرة على ضمان مستوى معين من الاتساق في الأهداف، عبر عمل الباحثين المتنوعين.

خلق مساحة للإبداع

مع وجود إطار عمل بين أيديهم، أنشأ الباحثون منهجيات وأدوات لتلبية احتياجات السياقات المحلية. بدعوتهم لطرح طرقهم الخاصة على الطاولة، أدركنا أنهم يعرفون أفضل طريقة لإجراء محادثات حساسة في المجتمعات المحلية.

زودنا الفريق بأدوات تشاركية مقبولة سمحت لهم بإنشاء مساحة “مفتوحة” للمشاركين المتنوعين لسرد قصصهم بطرق تبدو طبيعية. بالنسبة للبعض، كان هذا يعني مزيجاً من المقابلات الشخصية وعن بعد، في حين أدرج آخرون الفن في مجموعات المناقشة.

في كثير من الأحيان، لعبت رواية القصص دوراً رئيسياً. على سبيل المثال، تضمنت إحدى الطرق “رسم مسار رحلة” تجربة المشارك، مما يسمح للمشارك بالمتابعة والتحدث خلال مراحل تفاعله مع نظام الهوية الرقمية. صمم باحثون آخرون أنشطة قائمة على السيناريو لاستكشاف أفكار المشاركين حول التأثيرات المحتملة للهوية الرقمية. سمح هذا للمشاركين بمشاركة ما يعرفونه، ويخشونه، ويسمعونه ويريدون معرفته عن هذه الأنظمة. تضمنت السيناريوهات رسومات لإجراء مناقشة سريعة، ووجدنا أن استخدام المؤثرات البصرية أو الإشارات اللفظية ساعد الباحثين على التفاعل مع المشاركين حول مواضيع معقدة.

تعزيز ثقافة المشاركة والتعلم

من خلال عمل الفريق وأثناء المشروع، قمنا بتعزيز أهمية التوثيق الواضح. قدمنا الأدوات والنماذج والبنية التحتية للمعلومات لمساعدة كل باحث على كتابة بياناته ومشاركتها مع الفريق. ومع ذلك، حتى مع وجود هذه البنية التحتية للتوثيق، لايزال تجميع الأنواع المتنوعة من البيانات – العديد منها من منهجيات متميزة أو لغات مختلفة – يمثل تحدياً كبيراً! لمواجهة هذا التحدي، واظبنا على الاتصال بالباحثين حتى نهاية المشروع، معتمدين على خبرتهم للتحقق من فهمنا للبيانات الأولية. (في مقال المدونة هذا، نتعمق أكثر في كيفية التفكير في الموافقة وإدارة البيانات والخصوصية، ونوضح بعض التحديات التي واجهناها.)

عندما يتعلق الأمر بإجراء بحث تعاوني وتشاركي لفريق كبير، تعد المحادثات عبر الإنترنت وبشكل شخصي أمراً حيوياً وجوهرياً. بالإضافة إلى ورشتي عمل عن بُعد في التصميم المشترك في بداية البحث، اجتمع الباحثون في ورشتي عمل عن بعد لتبادل النتائج والنهج والتحديات الناشئة. كما تم تشجيع الفريق على التفاعل بطرق مخصصة، من خلال مشاركة التحديثات على مجموعات الدردشة المغلقة أو من خلال إجراء محادثات ثنائية بين الباحثين. على الرغم من عدم تمكن فريقنا من الاجتماع معاً عموماً، تمكنت مجموعاتنا الداخلية والخارجية من الالتقاء وتبادل النتائج المبكرة لبحثنا في منتدى حرية الإنترنت في أديس أبابا وفي مؤتمر رايتس كون في تونس.

كما هو الحال دائماً، نحن فضوليون لسماع أفكارك. إذا كانت لديك نصائح أو خبرات بشأن تصميم وممارسات البحث المسؤولة والتشاركية، فلا تتردد في التواصل مع باولا على pverhaert[at]theengineroom.org أو مشاركتنا على تويتر: @engnroom

Related articles